معنى كلمة عزوف أي ترك وأهمل
معنى كلمة الشباب كلمة شــباب تعنى في أصلها اللغوي النماء والقوة والشباب جمع شاب ويجمع أيضا على شبان وشببة، وشباب الشيء أوله يقال لقيت فلانا في شباب النهار أي في أوله.إن الشباب أفضل فترات العمر وتعود أفضليتها لما يجتمع للإنسان فيها من القوة والنشاط دون غيرها وراحة الحياة وبهجتها في الدنيا غالبا ماتكون في مرحلة الشباب فهي مرحلة يتطلع الصغير إن يصل إليها ويتمنى الكبير أن يرجع إليها مرحلة بكى عليها الشيوخ وتغني بها الشعراء
قال أبو العتاهية
بكيت على الشباب بدمع عيني فلم يعن البكاء ولا النحيب
عريت من الشباب وكنت غصنا كما يعرى من الورق القضيب
فيا ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل المشيب الشباب
معنى كلمة السياسة لابد من التفريق بين السياسة باعتبارها علماً له مفاهيمه وقواعده وبين السياسة باعتبارها ممارسة وتصرفات وقرارات وإن كان من المنطقي أن تستند الثانية علي الأولي ولكن جرى العمل علي الانفصال بين السياسة العلمية والسياسة العملية وحيث أن السياسة العلمية
هي فمن المنطقي أن نبدأ بتعريفها. التي نحتك بها يوميا
تعني رسم السياسة أو السياسة كخطة Policy فالسياسة بمعني
السياسات الفعلية والمطبقة وهى تعنى تدور حول politics والسياسة
فن تحقيق الممكن في إطار ا لإمكانيات المتاحة وفى أطار الموضوعي ويرتبط بها مجموعة من القيم مثل الذرائعية و الغاية تبرر الوسيلة والمصلحة الراشدة الخ
معنى كلمة التنمية التنمية من الناحية اللغوية مأخوذة من نما ينمو نموا بمعنى الزيادة في الشيء فيقال نما المال نمواً أي زاد وكثر وإما من الناحية الاصطلاحية فقد اختلفت الأقوال في تحديد مفهوم التنمية، وسبب ذلك راجع إلى اختلاف الآراء حول عملية التنمية من حيث مجالاتها وشموليتها؛ فالبعض يقتصر في تحديد مفهوم التنمية على مجال معيّن كالمجال الاقتصادي مثلا فيقوم بتعريفها من خلال هذا المجال المحدد للتنمية، بينما البعض الآخر يرى أنها عملية شاملة لمختلف المجالات فيكون تحديد المفهوم تبعاً لهذه الرؤية الشمولية للعملية التنموي
الذي Higgins وهناك تصور للتنمية الاجتماعية نجده عند هيجنز عرفها بقوله عملية استثمار إنساني تتم في المجالات أو القطاعات التي تمس حياة البشر مثل التعليم وسياسة والإسكان والرعاية لاجتماعية الخ
بحيث يوجه عائد تلك العملية إلى النشاط الاقتصادي الذي يبذل في المجتمع لكن علماء الاجتماع يخطِّـئون هذا المفهوم للتنمية الاجتماعية ويرون أنها العملية التي تبذل بقصد ووفق سياسة عامة لإحداث تطور اجتماعي واقتصادي للناس وبيئاتهم سواء كانوا في مجتمعات محلية أو إقليمية أو قومية بالاعتماد على المجهودات الحكومية والأهلية المنسقة على أنْ يكتسب كل منهما قدرة أكثر على مواجهة مشكلات المجتمع نتيجة لهذه العمليات
معنى الأمن القومي تكون من كلمتين وهما (امن )و (قوم )وبالنسبة لمفهوم أمن فهي كلمة بسيطة تعنى توفير الآمن ولامان في كل شيء موجود سواء كان هذا الشيء كائن حي يتنفس أو جماد واقتصاد أو سياسة
الجزء الثاني من الكلمة قوم اى نحن تعنى امن البشر يمتلكون نفس العادات والتقليد
بداية ليس العزوف عن السياسية لفئة عمرية تنصف بالحيوية نتاجا اعتباطيا لواقع تتداخل فيه مختلف الأسباب والمسببات ذلك إن كلمة العزوف في حد ذاتها تقتضي منا التدقيق والتمحيص بمعنى هل نحن بالفعل بصدد الحديث عن عزوف فئة عمرية عريضة عن السياسة أم إن العزوف في حد ذاته هو شكل من إشكال التعبير عن الذات العقيم برفض هذا الواقع السياسي العقيم ففي مصر مثلا غالبا ما ترفع الدولة أصواتها وشعاراتها المجلجلة حاثة الشباب على الانخراط الشكلي في اللعبة الانتخابية في حين يمارس الشباب نوعا من المقاطعة البديهية لكافة المبادرات الحكومية والغير الحكومية كنتاج طبيعي عن الفساد بعد القيادات في هياكلها وتأكل خطابها الديمقرطى بل وانكشاف عورة الأحزاب اللقيطة مما نتج عنه تشكل واقع نفسي وفكري رفضي لكل مبادرة أو مقترح وإذا كان بالأمس يجد الشباب ضالتهم في الخطاب اليساري المتحمس وفي الأجواء التي صاحبت جيل التحرر الوطني المطالب بمجتمع عادل وغير طبقي فان جيل اليوم المصاحب لأقول الديمقراطية يجد ضالته في تبني الخطاب الديني كخطاب يستلهم مقوماتها من حالة التيهان وخلط الأوراق التي تسببت فيها سياسة الدولة وبالتالي يلزمنا القول إن عزوف الشباب المصري عن السياسة يتأصل في طبيعته إلى عوامل تاريخية شكلت امتدادا لمرحلة تميزت بالقمع كما انه نتاج منظومة أبوية تسلطية استلهمت قاعدتها من المناخ الدولاتي القمعي ومن مناهج تربوية سلطوية لترعرع الفكر التحرري
المنهج التربوي التقهقرى
تشكل مناهج التعليم بالمصري احد المداخل الأساسية في الاجهاز على القدرات الإبداعية للطفل والشباب المتمدرس والهدف من سياسات التعليم الراهنة والتي سبقتها بشكل متفاوت ، ليس التأهيل العلمي والفكري لخوض غمار المستقبل بل العمل على إدماج اكبر شريحة معينة من الشباب في السوق وزرع حقن التدجين بتكريس نظام هرمي شكلا ومضمون
شكلا نظام يقوم على خطب الإلقاء وليس التلقي والمشاركة الجماعية تعكسها السلطوية الهرمية التي يتزعمها مدير المؤسسة
تسريب خططه العامة المعلم الأستاذ مما يعرقل تطور ملكة الإبداع والإحساس بقيمة الحرية لدى هده الفئة العمرية المبتدئة كما إن المناخ العام الذي توحي به من خلال جمودها الظاهري وروتيميتها تبعث على الملل و الإحساس بعدم الرغبة في تلفي العلوم والمعارف
مضمونا العمل على إنتاج ثقافة الخنوع والتلقي الغير الخاضع للإقناع من إلزام الدارسين بعبارات تفيد النهي والاوامرا (احسب فسر أملا اقرأ أنجز اخلص) وهي عبارات لا تساعد الناشئ على امتلاك روح العمل الجماعي على خلاف عبارات لنحسب لننجز لنفسر مع بعض
ويزداد الأمر سوءا كلما تدرجنا في المستويات الدراسية على إن التخريب الذي عاناه الشباب المتمدرس اثر بشكل جدي في فاعليته وقدرته على الفهم والاستيعاب مما دفع به لان يعتبر المناهج والدروس مجرد مواد للحفظ لا تستدعي إعمال الحس النقدي
إما لو تكلمنا بالأرقام والإحصائيات
أول اعتراف رسمي مصري بعزوف الشبان عن الحياة السياسية، وعدم مشاركتهم في الانتخابات أو الحياة الحزبية فجر أنس الفقي وزير الشباب والرياضة حينا كان وزير للشباب والرياضة مفاجآت مذهلة أمام مجلس الشعب، حين أكد أن 8 في المائة فقط من شباب مصر يشاركون في الانتخابات البرلمانية، وأن 92في المائة منهم لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع ويعزفون تماما عن المشاركة في الحياة السياسية
وقال ألفقي وهو من الوزراء الشبان الجدد، في جلسة مناقشة تقرير لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان إن وزارة الشباب تتبنى خطة عاجلة لتوظيف مراكز الشباب، من أجل نشر الوعي السياسي، وتعزيز المشاركة السياسية للشبان
75%من المصريين لا يشاركون في العمل السياسي
وكانت ندوة نظمها نادي شباب المستقبل بالتعاون مع مركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري ومؤسسة فريدرريش ناومان الألمانية في أغسطس 2003 قد انتهت إلى أن 75%من المصريين عموما لا يشاركون في العمل السياسي
وفي هذا الإطار فإنَّ مشكلة تغييب الشباب المصري عن السياسة يوثر بسلب على الأمن القومي إذا اخنقت معظم الشباب عن الأحزاب السياسية في مصر والمؤشرات في هذا الشأن واضحة، فغالبية هذه الأحزاب كما يقول بعض المحللين بدأت نشاطَها بعد التأسيس بعضوية كبيرة نسبيًّا ثم بدأت هذه العضوية في التراجع لأسباب متعددة منها الضغوط الأمنية والقيود المفروضة على النشاط الجماهيري والأهم غياب التنظيم القاعدي الذي يؤدي إلى عدم انتظام صلة الأعضاء بالحزب مع عزوف الشباب المصري عن الاندماج في الحياة السياسية المصرية وبالتالي عدم تجديد دماء وشباب الأحزاب والمؤسسات السياسية المصرية
وفي هذا الإطار فإن هذه المسألة تزداد أهميتُها مع بدء خروج قيادات الأحزاب السياسية المصرية من العمل السياسي مع عدم وجود قيادات بديلة من الصف الثاني بفعل المشكلة التي نناقشها مما يهدد الأحزاب السياسية المصرية بالاختفاء تقريبا وهذا يوثر على الأمن القومي
وارى أن هناك سببين رئيسيين جعلا الشباب يعزف عن المشاركة السياسية وهما أن الحياة السياسية قبل مبادرة الرئيس مبارك وقبل تجربة الانتخابات الرئاسية لم تكن موجودة بالعمق الكافي لدي الشباب بما يدفعهم للمشاركة ولم يترسخ داخلهم الشعور بضرورة أن يكون لهم صوت مؤثر في المجتمع أما السبب الثاني فهو أن العمل السياسي مازال محظورا داخل بعض مؤسسات المجتمع والتي تضم قطاعات كبيرة من الشباب كالجامعات والمدارس والنوادي وغيرها ولهذا امتنع الشباب عن المشاركة لكن الأمور تغيرت الآن وأصبح المجتمع يشهد تغيرات اجتماعية وسياسية وبالتالي أصبح علي جميع الجهات المعنية أن تعيد أوراقها وتنظم أفكارها ويجب علي الجامعات أن تقوم بدورها في حث الشباب علي المشاركة في المعترك السياسي وعن عدم وجود بعض المواد الدراسية التي ينبغي تدريسها لتلاميذ المدارس والتي تهتم بتعميق مفهوم الوعي السياسي و إنه ليس من أنصار تقرير مثل هذه المواد لأن تعميق الوعي والمفهوم السياسي لا يأتي إلا من خلال الممارسة الفعلية عن طريق تطبيق تجربة الانتخابات داخل المدارس في الاتحادات الطلابية والمشاركة الفعالة فيها بالإضافة إلي أن تجربتنا في تلقين المواد الدراسية لن تخلق نوعا من الوعي دون الممارسة الفعلية داخل المؤسسة التعليمية وان يكون انتخابات حقيقية مثل وليس ورقية مثل انتخابات برلمان الشباب وانتخابات للاتحادات الطلابية في الجامعات المصرية وجامعة الأزهر وزيادة فعاليات الشباب لتصنع القرارات وانا برلمانات الشباب المنتشرة داخل المحافظات ما هي إلى أنشطة وراقية أكثر منة فاعلية وراى هي مجموعة من الأموال يتم انفاقة على حسب خطة تنمية وصقل الشباب سياسيا وأن الثقافة السياسية مسئولية المجتمع ككل وليست أجهزة معينة وللأسف هذه الثقافة غائبة عن جميع المؤسسات حيث يوجد قصور في المدارس والجامعات بعد أن ابتعدت تماما عن دورها في تثقيف التلاميذ منذ الصغر وتوعيتهم بضرورة أن يكون لهم موقف من السلطة وكيفية المشاركة في صنع القرار بالإضافة إلي وسائل الإعلام كالإذاعة والتليفزيون بعد إن أصبح المضمون السياسي الذي تقدمه خاليا من أي رسائل إعلامية موجهة للشباب عن دورهم في الحياة السياسية وكيف يؤدون واجباتهم تجاه الوطنأن أهم الأسباب التي أدت إلي عزوف الشباب عن المشاركة في صنع القرار السياسي والمشاركة الفعالة هي مشكلة البطالة التي أوجدت لدي الشباب نوعا من اللامبالاة تجاه الحياة السياسية والاجتماعية وجعلتهم بعيدين تماما عن المشاركة وبدون هذه المشكلة يمكن لهذه الفئة العمرية الحساسة أن تفكر في صنع مستقبل أفضل في جميع جوانب الحياة وغالبا ما تربط الدراسات البحثية المصرية بين عزوف الشباب عن العمل
السياسي من جهة وعدم الشعور بالانتماء نتيجة البطالة
ولابد من إن يكونوا مهتمين بالعمل السياسي والحياة السياسية هم الشباب ذلك لأسباب عديدة أهمها
بالسياسية والآراء السياسية والايديولوجيات وأشار كاس إلى إن المظاهرات التي حدثت في فرنسا عام 1968 م واشترك فيها 95%من الطلاب ونسبة 5 % من هم ليسوا بطلبة وإذا نظرنا إلى فلسطين والانتفاضة وإعلان ثورة الحجارة
فإنّ الشباب هم روّاد هذه الثورة التي ليس لها سلاح غير الحجارة والقوة المتحدية للغرور والاستكبار الصهيوني رغم سقوط الآلاف من الشباب الفلسطيني ضحايا وشهداء وجرحى وعشرات الآلاف منهم في السجون وتعريضهم للتعذيب البشعوتتفاوت هذه العوامل من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أُخرى ومن ظروف سياسية إلى ظروف أُخرىوإنّ كل تلك الدوافع والنوازع الذاتية يعمل الدين المسلم والمسيحي على توجيهها وترشيدها لتصبّ في الاتجاه الصحيح ولتتحرك جميعها وفق رؤية منهجية وخط فكري وسلوكي وسياسي متكامل يتحرك في دائرة العبادة، وحفظ المصالح العامة وخدمة الناس والتفاعل مع الجماعة بأهدافها ومصالحها المشروعة فالتربية السياسية تعدّ الفرد لأن يكون عضواً مهتماً بالسياسة وبمصير الأمة كجزء من مهمته العقدية وتكليفه الشرعي والعبادي وهو يدرك أنّ الفكر السياسي الإسلامي أو المسيحي يؤمن بدور الأمة في السياسة ويقيم العلاقة بين الحاكمين والناس على أساس الشورى واحترام الرأي وقاعدة المحاسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واحترام إرادة الإنسان وحقوقه الإنسانية وأنّ السلطة ومصالح الأمة وثرواتها ومصيرها أمانة بيد الحاكم عليه أن يسير بها وفق المنهج الإسلاميلقد أوضح القرآن ذلك بقوله إنّ الله يأمركُم أن تؤّدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتُم بين الناس أن تحكُموا بالعدل
ولا تركنُوا إلى الذين ظلمُوا فتمسّكُم النارُ
وأمرهُم شورى بينهم
وقال تعالى ولتكن منكُم أُمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأُولئك همُ المفلحون
ومن سلبيات العمل والنشاط السياسي غير الموجّه في وسط الشباب الذي قاد إلى مآس وانحرافات هو الانضمام إلى الأحزاب والمنظمات السياسية التي تحمل الأفكار والنظريات الغريبة على عقيدة الأمة ومبادئها وقيمها وتستفحل في هذه الفترة الأفكار الغربية الرأسمالية، وتحت ستار الحرية وتستهولي الكثير من الشباب كما ضلع أكثر من جيل في ركاب الأفكار والتيارات وقدم التضحيات الهائلة الجسيمة وانتهت تلك النظريات والأحزاب إلى كارثةوكم خسر جيل الشباب من حياته وطاقته وفكره ووقته في الدعوة إلى الفكر الغربي والماركسي فانعكست تلك النشاطات السياسية والصراعات المريرة، بالسلب واستهلاك جهود الأمة والعبث بهويتها وشخصيتها الفكرية والحضارية ولم تزل الأمة وجيلها المعاصر يعيشان حالة من القلق والفوضى السياسيةإنّ مشكلة الإرهاب والاستبداد السياسي في عالمنا هي من أخطر وأعقد مشاكل الإنسان في عالمنا ولابد إن تعلم الحكومات التي تهتم بأمور الشباب بقول الرسول صلى الله علية وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وورد أيضاً من أصبح لا يهتّم بأُمور المسلمين فليس بمسلم
ويلاحظ الجميع عزوف الشباب المصري عن العمل السياسي ويكاد الجميع يتفق على ضرورة الرجوع إلى الوراء للوقوف على الأسباب التي من شانها المساهمة في الاقتراب من تفسير هذه الظاهرة التي أضحى يتخوف منها الجميع والتي من شأن عواقبها أن تكون سلبية على مستقبل مصر.إن المتمعن في تاريخ المصري الحديث يلاحظ أنه في مرحلة تاريخية سادت اختيارات ساهمت بقوة في إنتاج التيئيس، إذ كان تسود جملة من مظاهر الخضوع والامتثال لنموذج واحد للنظام السياسي عمل كل ما في وسعه لضمان استمرار يته بجميع الوسائل الممكنة بدءا بالتنشئة الاجتماعية الهادفة لإخضاع مختلف الأجيال ووصولا بممارسة جملة من أساليب القمع، ومرورا بتضييق الخناق على الجامعة المصرية بإقحام جهاز أمني فيها غريب عليها. ولعل من المؤشرات البارزة التي من شأنها تبيين عزوف الشباب عن السياسة، نسبة الشباب المصري فلا يخفى على أحد أن النظام السياسي المصري ظل يواجه على امتداد سنوات جملة من المصاعب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في علاقته مع الشبابويرى البعض أن عزوف الشباب عن السياسة ظاهرة عالمية لا تقتصر على مصر ودول العالم الثالث وفي هذا الصدد تطرقت أكثر من دراسة إلى جملة من الأسباب منها انعدام الثقة في السياسيين والأحزاب السياسية باعتبار أن السياسيين لا يمنحون الثقة للشباب والسياسيون العرب وفى مصر كذلك أيضا ولكن كثرت الفضائيات والشباب تعرف الأخبار من الفضائيات واليس من السياسيين وبالنسبة لمصر فإن بعض الباحثين الاجتماعيين يرجعون سبب هذا العزوف إلى الجانب التربوي باعتبار أن الشباب عندما كانوا في سن المراهقة كان ممنوعا عليهم التكلم في الدولة ومؤسساتها وغالبا ما كان هذا المنع يصدر من داخل العائلة لاسيما وأن المقاربة المنية للدولة والمتمثلة في القمع وتضييق الخناق على الحريات الشيء الذي يكون قد ساهم في إنتاج مواطن منعدم الحس الوطني وظل هم المواطن في مرحلة معينة إبعاد المتاعب عنه إلى حد أن التعاطي للسياسة المصرية أضحى مغامرة كبيرة قد تقضي على من يخوض فيها إلى الهلاك
فمن الملاحظ أن الشباب لا يشارك في اللعبة السياسية وهذا تعامل سلبي وكأي ظاهرة في التعامل السلبي فهي لا تكون وليدة الظرف وإنما غالبا ما تكون نتيجة تراكمات وهناك الكثيرون يعتقدون أن الدولة سعت جاهدة وبكل الوسائل إلى إفراغ الركح السياسي من مختلف التوجهات السياسية المعارضة لها، وبالتالي فإن عزوف الشباب المصري عن الفعل السياسي يبدو طبيعيا لأنه نتيجة منتظرة لتوجه عام ساد على امتداد سنوات كان فيها الصراع السياسي بمصر مطبوعا بالتحكم في السلطة دون إمكانية تداولها بأي وجه من الأوجه وبذلك يحمل البعض المسؤولية للدولة في هذا الصدد لاسيما وأنه في السابق كان هناك تكريس واضح لعزل الشباب المصري والحيلولة دون مشاركته في الساحة السياسية من أبوابها لاسيما وأن اليأس والتمرد استشرى وسط الشباب وهو في واقع الأمر تمرد على الدولة والمجتمع ما دامت لا الدولة ولا المجتمع ضمنا لشبابه مكانا تحت شمس وطنه
ويرجع أيضا من أهم أسباب عزوف الشباب عن الأحزاب هو الاستعلاء من بعض القيادات في معظم الأحزاب حتى الحزب الحاكم وعدم سماعهم للشباب مما يدفع الشاب إلى عدم الذهاب إلى الحزب مرة أخرى
الشباب الطاقة الجسدية والنفسية والفكرية المؤهلة لكل الخيارات دعامة التنمية والتحديث وبوابة التغيير في مرحلة الشباب يبرز الطموح عاليا في إثبات الذات والتعبير عن الإرادة فينخرط في الفعاليات والتنظيمات السياسية لاحتلال موقعه في المجتمع كطاقة قادرة على التجديد أسباب غياب العنصر الفاعل الشاب في عملية الممارسة السياسية ترسانة أطروحات جامدة تطرح حرية الانتماء السياسي لكن من
يصيغ القرارات حتى فيما يتعلق بتقليد مسؤولية تدبير الشأن الشبابي هم من الكهول إذا ظاهرة العزوف عن ممارسة النشاط السياسي لدى جيل الشباب هل هي
(ممنوع الكلام في السياسة ) الهيمنة الاستكبارية على الحياة السياسية بالسلبية والسطحية السياسية وقلة التجربة والوعي السياسي وهي بمجملها سياسة الشباب متهمون
أين هو المكمن في تفاقم هذه الظاهرة وآلية الخروج منها لما يشعر الشباب إن ممارسة الفعل السياسي مرهون بالاعتقال والاستجواب فيحجب ذلك دوره في ممارسة النشاط السياسي
يتفاوت ممارسة العمل السياسي من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى ومن ظروف سياسية أخرى
على عاتق من يقع مهمة التثقيف السياسي في أوساط الشباب وتنظيمهم بخطى فاعلة هل يتوفر هذا الحامل أصلا في ظل فضاء محكوم بالإعدام لا انتقال سياسي من جيل لآخر من المسؤول عن غياب الحوار داخل المجتمع بكل أبعاده
ما هي فرص وصول جيل الشباب المتعلم المثقف إلى دوائر صنع القرار عبر الانتقال التوافقي على أساس الاتفاق العام إن من يمتلك إرادة التغيير وبناء المرحلة هم جيل الشباب ماهي مقترحات واقع جديد في ذلك فيما يلي مداخلات لعينة من الشباب المصري وهي تضع المشهد على حقيقته وبرؤيتهم أمام كل من يهمه بناء مستقبل واعد لنتابع معاً حينما يتكلم الشباب ) وهي دعوة للحوار مع كل من هو في دائرة صنع القرار للمشاركة في الحوار)
عندما سألنا شاب ماريك في السياسة المصرية
لا أتكلم ؟ لا أسمع قال لا أرى
وعندما سألنا شاب أخر قال
يعم إلى عيزينة بيجبوة دة امن الدولة معهم والحكومة معهم
ويمكننا القول هنا إن هذه النقطة تحديداً هي التي تعيق انخراط الشباب في ممارسة السياسة واعتبارها خطيئة كبرى وهذا طبعاً نتيجة حتمية مرتبطة بظروف نشأة الجيل
السابق علينا الذي تربى كي يطبق مقولة أرى اسمع لااتكلم بل والمطلوب منا لا أرى لااسمع لا أتكلم
وتبقى الأسرة النواة في التوجيه الصحيح
إن الأسرة إذا هي الحلقة الأولى التي تسد طريق السياسة أمام أبنائها وفق سياسية ممنهجة وهذه حقيقية واقعية فالشاب دائماً لديه قابلية واسعة للتأقلم مع واقع الحياة الجديدة إلا إن المجتمع المنغلق يعيق حركية الشباب دائماً بل وتلجمه وتمنعه من تحقيق طموحه ،نتيجة الترجمة الخاطئة لبعض المبادئ والأسس التي فتح عليها عينيه في أسرته وقد يتمرد عليها أحياناً مضيفاً كذلك ما أحدثته الويلات التي حصلت لشعوب الشرق الأوسط التي ناضلت الاستعمار وقاومت الاستبداد وكان نتيجة نضالاتها أن بدلت استبداداً خارجياً باستبدادٍ داخلي إنه عموماً لتاريخ قريب لإنزال نعاني من آثاره وويلات،ومارس سطوته على سيكولوجيا عدة أجيال
إن معظم الحكومات الحالية في منطقة الشرق الأوسط، هي وريثة الاستعمار متطبعة ببعض آلياته قفزت بدماء الشهداء الأبرار صوب كراسيها فهي لم تخط أية خطوة نحو التقدم فالسياسي اليوم الذي يواجه الاستبداد يلاقي مصيراً ليس أفضل من مصير السياسي الذي كان يواجه الاستبداد الاستعماري
لذا إن سلطة الإباء الذين خابت أملهم من السياسة وهم نسبة لايستهان بها تعد حاجز أمام متابعة الشباب للعمل السياسي بل ويضطر بعضهم لإخفاء موقفه وقناعاته تجاه قضيته أو تجاه واقع الحياة البائسة وإن كانت أساليب السياسة هي ذاتها ما دامت تؤدي بصحبها إلى المقصلة إلا إن التاريخ وبعكس مايريد كابحوه في تطور مستمر فمثلا
الطالب إن مارس السياسة فإن أول ما يتعرض له هو الفصل من الجامعة وصاحب الشركة تفرض عليه الضرائب الباهظة وقد تغلق شركته كذلك الشاب الموظف قد يعفى من وظيفته أو يمارس بحقه حرب نفسية إذ عليه السكوت مقابل حصوله على لقمته الخ
كل هذه الأسباب كفيلة بعزوف الشباب عن السياسة
لاشك فالسياسة علم قائم بذاته خاصة لطرح فكرته رؤى ورقة وقلم أو كلمة يطلقها على متلق أو جمهرة متلقين وهذا كاف لإيصال صوته إلى الآخرين ولكن هل كل المجتمعات تؤمن مثل هذه المناخات مؤكد إن الجواب هو لا وبكل صراحة وطبيعي أن تقول كلمتك في بلد يتمتع بالحرية يختلف عن قولك للكلمة نفسها تحت ظلال الإرهاب والدكتاتوري هنا لسنا أمام تباينات جغرافية طبيعية بل أمام تباينات في طبيعة الأنظمة
إن العصر دائماً في تقدم ولا عودة للخلف طبعاً هذا الأمر مقروناً بجملة من العوامل يدركها تماماً شريحة الشباب لذا عليهم التثقيف سياسياً وهو يتحمل الجزء الأكبر في هذا المجال أمام انحسار المؤسسة التي تمتلك المصداقية وغير مؤدجلة أحادياً
وإن المؤسسات السياسية والثقافية لم تعد خافية على أحد وإن كانت محظورة وإن انتماء الشاب لحزب أو جماعة معينة نتيجة عملية ذهنية مسبقة ومخططة وهذا بحد ذاته سياسة إلا أن هناك تفاوتا في نسب الرصيد الفكري السياسي لدى هذا الشاب أو ذاك إن دور المؤسسات يجب أن يترقى إلى عقد ندوات وأمسيات ثقافية وإنشاء المكاتب الثقافية ومقهى سياسة ومعسكرات سياسة لتعليم الشباب مدى الحراك السياسي يجب على ذلك على الحكومات المصرية و العربية و الأجنبية
هناك تعليق واحد:
كلام جميل وربنا يكرمك ياستاذ/ محمد
اخوتك فى الاسلام رشا منور من سوريا
إرسال تعليق